مخاوف جيوسياسية تسيطر على الأسواق وتوجه المستثمرين نحو القطاعات الدفاعية

يهيمن الحذر على أوساط المستثمرين في سوق الأسهم الأمريكية، وذلك نتيجة لضبابية الأوضاع الجيوسياسية، وتصاعد المخاوف من أن يؤدي تشديد السياسة النقدية من قبل "الاحتياطي الفيدرالي" بهدف كبح جماح التضخم إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وربما الركود. ووفقًا لـ "رويترز"، يتجه المستثمرون بشكل متزايد نحو القطاعات التي تعتبر ملاذًا آمنًا، والتي يُعتقد أنها قادرة على الصمود بشكل أفضل في وجه التقلبات الاقتصادية وتحقيق عوائد مستقرة، مثل قطاعات المرافق والسلع الأساسية. وشهد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 انخفاضًا ملحوظًا بنحو 8% خلال عام 2022. في المقابل، حقق قطاع المرافق ارتفاعًا ملحوظًا بأكثر من 6% منذ بداية العام، بينما ارتفعت أسعار السلع الأساسية بنسبة 2.5%. في المقابل، تراجعت أسهم الرعاية الصحية بنسبة 1.7%، وانخفض أداء قطاع العقارات بنسبة 6%. وفي الصين، أغلقت الأسهم على تراجع خلال تعاملات أمس، متأثرة بالمشاعر السلبية التي تخيم على الأسواق العالمية، وتفاقم المخاوف المتعلقة بالتضخم واضطرابات سلاسل الإمداد. وأفادت "الفرنسية" بأن مؤشر شنغهاي المركب انخفض بنسبة 0.45%، أي ما يعادل 14.40 نقطة، ليغلق عند مستوى 3211.24 نقطة. كما انخفض مؤشر شنتشن المركب، الذي يمثل أداء الشركات المدرجة في البورصة الثانوية للصين، بنسبة 1.01%، أو 20.61 نقطة، ليصل إلى 2013.87 نقطة. وفي سياق منفصل، كانت أسواق هونج كونج مغلقة بسبب عطلة رسمية. وفي تطور آخر، ذكرت تقارير صحافية أن شركة كورونو 24، المتخصصة في تجارة الساعات الفاخرة عبر الإنترنت، تعتزم طرح أسهمها للاكتتاب العام خلال العام المقبل. ونقلت صحيفة هاندلسبلات الألمانية عن مصادر مطلعة أن القيمة السوقية للشركة قد تصل إلى مليار يورو خلال الطرح العام الأولي لأسهمها. وأشارت وكالة "بلومبيرج" للأنباء إلى أن تيم ستراكه، مؤسس الشركة، أكد "احتمال" الطرح العام الأولي لأسهمها، إلا أنه امتنع عن تحديد موعد محدد لتنفيذ هذه الخطوة. وتعد منصة كورونو 24، التي تأسست في عام 2003، بمثابة سوق إلكترونية يلتقي فيها بائعو الساعات الفاخرة مع المشترين المحتملين. وتضم المنصة حاليًا أكثر من ثلاثة آلاف وكيل ساعات محترف و30 ألف بائع خاص يعرضون أكثر من 500 ألف ساعة للبيع. وفي اليابان، انخفض مؤشر نيكاي الياباني خلال تعاملات أمس، متأثرًا بتراجع أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، والتي تتبع أداءً ضعيفًا في وول ستريت خلال الجلسة السابقة. ومع ذلك، كانت الخسائر محدودة، حيث عاد المستثمرون لشراء الأسهم قبل عطلة طويلة في الخارج. وكانت المؤشرات الرئيسية الثلاثة للأسهم الأمريكية في وول ستريت قد أغلقت على انخفاض يوم الخميس في نهاية أسبوع أقصر بسبب عطلة. وقد استأنفت عوائد السندات مسيرتها الصعودية. وأدى ارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام إلى الضغط على أسهم النمو، مما أثر سلبًا في مؤشري ستاندرد آند بورز وناسداك، في حين سجل مؤشر داو جونز خسارة طفيفة. وانخفض "نيكاي" أمس بنسبة 0.29% ليغلق عند 27093.19 نقطة، لكنه قلص معظم خسائره وارتفع بشكل طفيف في وقت سابق من الجلسة. وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنسبة 0.62% إلى 1896.31 نقطة. وخلال الأسبوع، تراجع "نيكاي" بنسبة 0.4%، في حين استقر مؤشر توبكس. وتصدرت أسهم شركات الرقائق الإلكترونية قائمة الخاسرين، إذ انخفض سهم طوكيو إلكترون بنسبة 4.99%، في حين تراجع سهم أدفانتست بنسبة 4.04%. كما انخفض سهم مجموعة سوفت جروب بنسبة 1.21%، وتراجع سهم سوني جروب لصناعة الألعاب بنسبة 2.52%. في المقابل، قفز سهم فاست ريتيلينج، المالكة لمتاجر الملابس يونيكلو، بنسبة 8.83%، وقدم أكبر دعم لـ "نيكاي"، حتى بعد إعلان الشركة عن تكبد خسائر كبيرة في الأرباح في الصين بسبب قيود مكافحة كوفيد-19. وفي كوريا الجنوبية، سجل مؤشر سوق الأوراق المالية الكوري "كوسبي" 2696.06 نقطة، منخفضًا بمقدار 20.65 نقطة، أو بنسبة 0.76%، عند الإغلاق أمس. وبلغ مؤشر كوريا الآلي لتحديد الأسعار للمتعاملين في الأسهم "كوسداك" 924.44 نقطة، منخفضًا بمقدار 3.57 نقطة، أو بنسبة 0.38%، عند الإغلاق. وفي باكستان، اختتم مؤشر بورصة كراتشي، أكبر أسواق الأسهم الباكستانية، تعاملات أمس على ارتفاع طفيف بنسبة 0.25%، بما يعادل 117 نقطة، ليغلق عند مستوى 46601 نقطة. وبلغ حجم التداول 168.214.442 سهمًا شملت أسهم 339 شركة، ارتفعت منها قيمة أسهم 161 شركة، فيما تراجعت أسهم 158 شركة، واستقرت قيمة أسهم 20 شركة. وفي الأسواق العربية، صعدت بورصة دبي أمس، مدفوعة باستمرار تفاؤل المستثمرين بشأن آفاق التنمية الاقتصادية للإمارة، في حين أنهى مؤشر أبوظبي معاملات أمس مستقرًا. وارتفع مؤشر بورصة دبي بنسبة 0.5% إلى 3602 نقطة، مدعومًا بقفزة كبيرة في سهم بنك المشرق بنسبة 14.7%، وذلك بعد موافقة وحدة عُمان للتأمين التابعة له على توزيعات نقدية بقيمة إجمالية قدرها 92.4 مليون درهم (25.16 مليون دولار) للعام المالي المنتهي في كانون الأول (ديسمبر) 2021. وسجل مؤشر دبي رابع زيادة أسبوعية له على التوالي. ومن بين الأسهم الرابحة كان سهم هيئة دبي للكهرباء والمياه، الذي تم طرحه للاكتتاب العام الأولي يوم الثلاثاء، في أكبر طرح من نوعه في المنطقة منذ طرح أسهم أرامكو السعودية. وارتفع السهم بنسبة 4.4%. وفي أبوظبي، عوض المؤشر خسائره في وقت سابق من الجلسة وأغلق مستقرًا عند 9970 نقطة. وتراجع سهم بنك أبوظبي الأول، أكبر بنوك الإمارات، بنسبة 1.5%. وكان البنك قد سحب يوم الخميس عرضه لشراء حصة مسيطرة في بنك الاستثمار المصري المجموعة المالية هيرميس. وكانت الصفقة المقترحة مع المجموعة المصرية هيرميس من شأنها أن تتيح لأكبر بنوك الإمارات فرصة ثمينة للدخول إلى أنشطة بنك الاستثمار المصري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي الأردن، ارتفع الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في البورصة الأردنية بنسبة ملحوظة بلغت 5.38%، ليختتم تداولات الأسبوع عند مستوى 2407.5 نقطة. وبلغ المعدل اليومي لحجم التداول في بورصة عمّان خلال الأسبوع الماضي حوالي 11.8 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 7.1 مليون دينار أردني في الأسبوع السابق، مسجلاً بذلك نسبة ارتفاع كبيرة بلغت 66.0%. وبلغ حجم التداول الإجمالي الأسبوعي حوالي 59.2 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 35.7 مليون دينار أردني في الأسبوع السابق. كما بلغ عدد الأسهم المتداولة التي سجلتها البورصة خلال الأسبوع المنصرم 20.7 مليون سهم، تم تنفيذها من خلال 18431 صفقة.